ثلات سنوات لمتهم اعتدى على شقيقته إعلاء لكلمة زوجته

المغرب : ثلات سنوات لمتهم اعتدى على شقيقته إعلاء لكلمة زوجته
بقلم : موقع أمان
10 أيلول, 2008 | 0 تعليق
139 عدد المشاهدات

قضت غرفة الجنايات بمحكمة الاستئناف في الدارالبيضاء، بالسجن النافذ ثلاث سنوات في حق متهم متابع بمحاولة قتل شقيقته بواسطة ساطور.
وتعود وقائع الحادث حسب مجريات البحث والتحري إلى احتدام الصراعات بين زوجة المشتبه به وأخته، هذه الأخيرة التي كانت سببا في نشوب فتيل صراعات أخرى من قبل.
القضية التي بين أيدينا دارت تفاصيلها في حي مولاي رشيد وانتهت في غرفة الجنايات بمحكمة الاستئناف.
كانت عقارب الساعة تشير إلى الخامسة مساء، عندما خرج عدنان، الطفل الصغير، الذي لم يتجاوز عقده الأول، من المنزل للاستغاثة بالجيران قصد إخماد الحرب التي كانت حامية الوطيس بين الاثنتين بعد أن لاحت خدوش على وجه أم عدنان، وآثار الضرب على مختلف أنحاء جسمها نتيجة العراك الذي دام زهاء ساعتين، لم يكن هذا المشهد حالة استثنائية أو خاصة، بل اعتاد الجيران سماع صراخ المرأتين وصراعهما اليومي الذي يتكرر أكثر من مرة في اليوم، غير أنه سرعان ماتعود الأمور إلى نصابها، خصوصا بعدما يتدخل حميد، (م) الذي يحاول تارة إرضاء أخته والوقوف بجانبها، وتارة أخرى إعلاء كلمة زوجته ومساندتها رغم علمه ببطشها، جمل جاءت على لسان الطفل الصغير عدنان الذي وقف أمام رجال الأمن وتكلم بكل تلقائية دون أن يعلم أن تصريحاته يمكن أن تقود والده إلى عالم ماوراء القضبان...
عادت نعيمة (أخت حميد) للعيش مع أفراد أسرتها بعد طلاقها من زوجها بسبب مشاكل عدة، فهي لم تجد مكانا تلجأ إليه غير منزل أسرتها التي لم تلق منها أي ترحيب. وكانت تعتبر نفسها عبئا ثقيلا سينضاف إلى عدد من الأفراد الذين يعيشون في منزل صغير، يتكفل بإعالتهم الأخ الأكبر، وهو متزوج بدوره وله ثلاثة أبناء. لم تتقبل زوجة أخيها الوضع الجديد خصوصا وأن نعيمة رزقها الله بطفلين صغيرين لم يتجاوزا عقدهما الثاني، ما جعل الشجار ينشب أكثر من مرة بين المرأتين لأتفه الأسباب.
كانت أخت حميد (نعيمة) دائمة الدفاع عن وجودها رفقة طفليها، فهي تحس أنها مهضومة الحق ضمن أسرتها المتكونة من أب مقعد وأم عجوز تعاني من مرض عضال، فيما يعيش باقي إخوتها تحت رحمة شقيقهم الأكبر بصفته المعيل الوحيد الذي يتحمل مصاريف البيت بكامله، وبالتالي لا يوجد من ينصفها من بطش زوجة أخيها. اولت نعيمة أكثر من مرة أن تشتكي لأخيها من زوجته وتصرفاتها تجاهها قصد استفزازها ومضايقتها، إلا أن حميد كان دائم الوقوف في صف زوجته، ودائم التهديد والوعيد بإلحاق الأذى بأخته وبأبنائها .
توالت الأيام وارتفعت وتيرة حلقات الخصام، غير أنها لم تكن تتعدى السب والشتم وضرب الأطفال، وفي يوم الحادث اشتد الصراع بعد أن أقدمت زوجة حميد على ضرب أحد أبناء نعيمة، هذه الأخيرة لم تقبل بالأمر واتجهت صوب زوجة أخيها في محاولة لتهديدها، إلا أن التشابك بالأيدي سبق الكلام وتبادل السب والشتم، بحيث كانت كل واحدة تلتقط أي شيء تجده أمامها لرشق الأخرى به، وفي حالة غضب أخذت نعيمة سكينا من المطبخ للدفاع به عن نفسها بينما تسلحت زوجة أخيها بساطور، فكانتا يتقاتلان كفارسين في ساحة المعركة، وإبان لحظات الخصام وجهت نعيمة طعنة بواسطة السكين أصابت بها زوجة أخيها في خدها. وبعد أن سال الدم من وجه المرأة أخذت في الصراخ بأعلى صوتها في الوقت الذي دخل فيه حميد المنزل مهرولا، ليتفاجأ بوجه زوجته ملطخا بالدم، في حين أن شقيقته تمسك بالسكين، تطاير شرر الغضب من عينيه وأخذ الساطور من جانب زوجته ودون شعور، وجه لأخته ضربات عدة في كتفها إلى أن أسقطها الأرض مغما عليها.
سمع الجيران صراخ أطفال نعيمة، فأبلغوا عناصر الأمن الذين انتقلوا إلى مسرح الجريمة، كما جرى انتداب سيارة إسعاف، نقلت كلا من نعيمة وزوجة حميد إلى قسم المستعجلات بابن رشد، فيما جرى إلقاء القبض على حميد، (م) وإحالته على مصالح الشرطة القضائية من أجل تعميق البحث في النازلة.
وأثناء الاستماع إلى المتهم أوضح أنه لم تكن لديه نية قتل شقيقته، وإنما منظر زوجته وهي مضرجة في دمائها استفزه وجعله يرتكب جريمته دون وعي، كما أكد أن زوجته كانت دائما تحرضه على طرد نعيمة وطفليها من المنزل. وجرى الاستماع إلى زوجة حميد في محضر قانوني بعد تلقيها الإسعافات اللازمة، ووجهت إليها تهمة الضرب والجرح، وأحيلت رفقة زوجها حميد، الذي توبع بجناية محاولة القتل والضرب والجرح المفضي إلى عاهة، على النيابة العامة لدى غرفة الجنايات بمحكمة الاستئناف في الدارالبيضاء. من جهة أخرى عانت الضحية (نعيمة، م) من رضوض على مستوى رأسها، إذ منحتها المستشفى شهادة طبية تحدد مدة عجزها في 45 يوما.
وعلم من مصدر مطلع أن غرفة الجنايات قضت أخيرا بالسجن النافذ ثلاث سنوات في حق المتهم المتابع بمحاولة قتل شقيقته بواسطة ساطور.