من يصدق أن دولة محترمة تمنع مواطنيها من أداء الصلاة ، أو صيام رمضان ، أو إعفاء اللحى؟،

من يصدق أن دولة محترمة تمنع مواطنيها من أداء الصلاة ، أو صيام رمضان ، أو إعفاء اللحى؟،

الصين دولة محترمة ، وكبرى ، ويسكنها نحو ربع البشر على الأرض ، هل يضيرها إن ربى المواطن شنج يان لحيته ، أو ارتدت زوجته إشاربا ، أو صام ابنه رمضان؟ نحن في الشرق نحترم الصين ، ونحبها ، لأنها تعبير على مقدرة الشرق على مناجزة الغرب ، و"طعجه" وتسجيل نقاط اقتصادية في مرمى أوروبا وامريكا ، لأننا غير قادرين نحن العرب على اجتراح هذا النصر ، أما أن "تعتدي" الصين على عرضنا وديننا وطقوسنا ، بشكل سافر وقاهر ، فهذه مسألة تحتاج إلى "قعدة" وليس إلى وقفة فقط،

بحسب الأخبار التي تطيرها وكالات الأنباء ، (وما خفي أعظم) اتخذت السلطات في إقليم "سينكيانج" ، حزمة إجراءات قمعية ضد مسلمي عدة مقاطعات في الإقليم تشمل: منع أداء فريضة الصيام وإقامة صلاة الجماعة وحظر الحجاب وإطلاق اللحى وكذلك توزيع أي منشورات دينية ، في مقاطعة "زهاوسو" مثلا ، تم منع المسلمين من مسئولي الحكومة وأعضاء الحزب الشيوعي (الحاكم) والمدرسين والطلبة من صيام شهر رمضان كما صدرت تحذيرات بمعاقبة كل من يّلقى القبض عليه بتهمة "إجبار ،"آخرين على الصيام في إشارة إلى الدعاة وعلماء الدين ، أما في مقاطعة "سينكهي" ، فقال بيان مماثل على الموقع الرسمي لحكومة المقاطعة "يجب أن نمنع في الوقت المناسب المتدينين من تنظيم صلوات جماعية (مثل التراويح والقيام) وكذلك أي تجمعات جماعية يمكن أن تضر بالاستقرار الاجتماعي". وفي بعض المناطق امتدت الإجراءات القمعية لتشمل منع المسلمين من إطلاق لحاهم ومنع السيدات من ارتداء الحجاب مثلما حدث في مقاطعة "شايا". وقالت حكومة "شايا" في بيان رسمي:"بالنسبة لهؤلاء الذين أطلقوا لحاهم والنساء اللاتي يرتدين الحجاب يجب أن نتخذ كل الإجراءات الضرورية لإجبارهم على حلق لحاهم ومنع النساء من ارتداء الحجاب" ، كما كثفت حكومة شايا الدوريات الأمنية حول المساجد وطالبت كبار المسؤولين بأن يبقوا يقظين على مدار الساعة تحسبا لأي حوادث قد تهدد الاستقرار الاجتماعي(،) في إشارة إلى أي نشاطات إسلامية،

الأرقام الرسمية تقول أن عدد المسلمين في الصين يبلغ 21 مليون نسمة ، نصفهم على الأقل ينتمون إلى قومية هوي التي تشكل غالبية السكان في المناطق الشمالية الغربية الفقيرة ، ويبلغ عدد المنتمين إلى قومية الأويجور نحو 8 ملايين شخص يتحدثون التركية ، ويدين غالبيتهم بالإسلام. ويتركز الأويجوريون في إقليم سينكيانج المحتل الغني بالنفط الذي يعد أكبر إقليم في الصين (17% من مساحة الصين) واسمه الأصلي "تركستان الشرقية" ، وقد خاض المسلمون الأتراك صراعا مريرا مع الصينيين ، الذين شنوا عدة هجمات فاشلة على الإقليم. ولكن في عام م1759 ، نجحت العائلة الحاكمة الصينية في احتلال هذا الإقليم ، ثم استرده الأتراك. وظل الإقليم مستقلاً لفترة قصيرة ، إلى أن نجحت العائلة الصينية نفسها في احتلاله مجددًا بمساعدة البريطانيين في عام 1876م. ومنذ ذلك الوقت والإقليم خاضع بالكامل للصين ، في حزيران 2008 ، قضت محكمة في الاقليم بالسجن مدة تصل إلى 7 سنوات ، بحق خمسة من الدعاة المسلمين: لإدانتهم بتنظيم رحلة للحج بشكل غير قانوني ، كما قامت بهدم مسجد في إحدى قرى الاقليم ، لرفضه تعليق شعارات تروج لدورة الألعاب الأوليمبية التي أقيمت في الصين مؤخرا،

علاقات الصين مع العرب والمسلمين وطيدة جدا ، حيث تشير الاحصائيات إلى أن حجم تجارة الصين مع دول المنطقة العربية تضاعف منذ عام 2000 ليصل إلى نحو 240 مليار دولار. ومن المتوقع استمرار نمو التبادل التجاري ليرتفع بعده أضعاف خلال العقد المقبل ، يقول تقرير أوردته صحيفة "جلف نيوز" الإماراتية أن حجم التبادل التجاري بين الإمارات والصين من المتوقع ارتفاعه بنحو 7 أضعاف ليصل إلى 100 مليار دولار بحلول 2015 ، مقابل 14,2 مليار دولار في ,2006 وبالمقارنة ، ارتفع حجم التبادل التجاري للصين مع الاتحاد الأوروبي بـ27,7% في النصف الأول من العام ليبلغ 202,14 مليار دولار. فيما بلغ حجم تجارة الولايات المتحدة مع الصين 158,34 مليار دولار بارتفاع نسبته 12,6%. ، الأرقام مذهلة ، وتؤكد أننا شركاء كبار مع الصين ، ماذا لو أطلقنا في دنيا العرب والإسلام حملة لمقاطعة البضائع الصينية ، كي تتعقل الصين ، وتكف عن اضطهاد إخوتنا المسلمين في الصين؟ ألا يستحق ما تفعله الصين بهؤلاء مثل هذا التفكير؟ الم نقاطع من قبل من أساء لرسولنا الكريم عليه صلوات الله وسلامه ، ومن مد يد العون للاحتلال في فلسطين ، أليس أهل الصين أولى بالمقاطعة لما يفعلونه بالمسلمين؟

فكرة برسم البحث والدرس من قبل مطلقي الحملات والنشطاء السياسيين في بلادنا،



منقول من جريدة الدستور بتاريخ 12-9-2008