جندت وكالة الاستخبارات الأمريكية CIA عميل من عملاء مكتب التحقيقات الفيدرالي السابقين بهدف التقرب من اثنين من رجال العصابات المطلوبين وإعطائهم أقراصاً مسمومة بهدف تسميم الرئيس الكوبي فيدل كاسترو خلال السنة الأولى من تسلمه السلطة في كوبا.
والعميل المقصود في مكتب التحقيقات الأمريكية FBI هو روبرت ماهيو، والذي كان كبير مساعدي هاورد هيوز في لاس فيغاس، والذي كان يفترض أن يتقرب من رجل العصابات جوني روزيللي، حيث قدم نفسه بوصفه ممثلاً لشركات دولية ترغب في التخلص من كاسترو بسبب خسارتهم لعملياتهم في القمار، إثر حظرها في كوبا بعد الثورة، وتدمير أشهر كازينوهات القمار في هافانا.
وقام روزيللي بتعريف ماهيو على كل من "سام غولد" و"جو"، وهما من أخطر عشرة رجال العصابات مطلوبين للحكومة الأمريكية، والتي ضمت آنذاك كلاً من مومو غيانكانا، الذي كان خليفة آل كابوني في شيكاغو، وسانتوس ترافيكانتي، أخطر رجل عصابات في كوبا في زمن الديكتاتور باتيستا.
وقدمت الوكالة للرجلي العصابات 6 أقراص مسمومة، وحاولا طوال شهور عديدة وضعها في طعام كاسترو ولكن من دون نجاح.
على أن الوكالة أوقفت المحاولة بعد فشل عملية غزو كوبا في إبريل/نيسان 1961، والتي عرفت باسم عملية "خليج الخنازير"، وتمكنت من استعادة الأقراص الستة، بحسب ما أظهرت سجلاتها.
وقد وردت هذه المعلومات الجديدة عن محاولة اغتيال كاسترو بالسم بعد الكشف الثلاثاء عن وثائق كانت مصنفة باعتبارها سرية، وفقاً لما ذكرته الأسوشيتد برس.
وهذه الوثيقة السرية التي تم الكشف عنها، هي واحدة من مئات الصفحات الخاصة بتقارير داخلية في وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، والتي كانت مصنفة تحت عنوان "جواهر العائلة."
ومن المؤكد أن يلقى الكشف عن هذه المخطط لاغتيال كاسترو، والذي وضع في العام 1960، عناية خاصة من قبل السلطات الشيوعية، بوصفها دليلاً أكيداً على ما درجت هافانا على التصريح به منذ سنوات طويلة بشأن نية الولايات المتحدة لاغتيال الزعيم الكوبي الثوري.
ويقول المسؤولون الشيوعيون في كوبا إنه جرت أكثر من 600 محاولة اغتيال موثقة لكاسترو على مدى عقود.
وكان كاسترو قد زعم في رسالة نشرت الاثنين، ومن دون التطرق للتفاصيل، أن الرئيس الأمريكي جورج بوش "فوّض وأمر" بقتل كاسترو.
وكانت صحيفة "غرانما" الناطقة باسم الحزب الشيوعي الكوبي قد ذكرت في العدد الصادر السبت الماضي "أنه بناء على أوامر من البيت الأبيض، فقد حاولت وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية اغتيال الرئيس فيدل كاسترو وشخصيات وقيادات سابقة."
ووجدت أيضاً وثائق عديدة حول محاولات أخرى أعدتها الولايات المتحدة لاغتيال كاسترو، الذي وصل إلى الحكم في يناير/كانون الأول عام 1959 بعد الثورة التي نفذها ضد الدكتاتور فولغينسيو باتيستا.
أما الوثائق التي تم الكشف عنها الثلاثاء فهي جزء من تقرير أعد بناء على طلب من مدير وكالة الاستخبارات الأمريكية جيمس شليزنغر في العام 1973، والذي أمر كبار المسؤولين في الوكالة بضرورة إبلاغه بأي محاولة جديدة أو سابقة قد تخرق الميثاق الداخلي للوكالة.
وكانت بعض تفاصيل محاولة الاغتيال قد تكشفت للمرة الأولى في العام 1971 في مقالة صحفية للكاتب جاك أندرسون.